خيامهم ستنصب فوق الركام.. فلسطينية تروي معاناة نازحي غزة

خيامهم ستنصب فوق الركام.. فلسطينية تروي معاناة نازحي غزة

متى تنتهي الحرب؟ بات هو السؤال الذي يراود الفلسطينيين ليل نهار، في ظل المعاناة والألم الذي يعيشونه كل لحظة في حياتهم منذ 7 أكتوبر الماضي، ورغم الخسائر الكبيرة وفقدان الأهل والأحبة، فإن انتهاء الحرب بات أكثر ما يشغل الفلسطينيين.

وفي ظل استمرار الحرب، لا يعرف الفلسطينيون مصيرهم.. هل سيعودون لمنازلهم؟ ماذا سيفعلون في أموالهم التي خسروها خلال الحرب؟ ماذا عن أثاث المنازل المدمرة؟ ماذا عن أعمالهم التي توقفت جراء الحرب وليس من السهل أن تعود بمجرد انتهاء الحرب؟

هم يعلمون تماما أن أوضاعهم بعد 7 أكتوبر الماضي باتت مختلفة تماما عمّا كانت قبل 7 أكتوبر، ولكن يبقى لسان حالهم الدعاء كل يوم بأن تتوقف آلة التدمير الإسرائيلية في القطاع.

هذه المعاناة جزء بسيط من الكل، وتتحدث عنها الإعلامية الفلسطينية فاطمة أبو نادي، التي تؤكد أن أمنية أي فلسطيني في غزة في الوقت الراهن هي أن يعود للمنزل رغم الدمار.

تقول فاطمة: “كل شيء رآه الفلسطينيون بأعينهم وبيوتهم صارت بلحظة مجرد ركام إلا أن أمنيتهم أن يرجعون لبيوتهم حتى لو كانت ركاما، وصارت حياتهم مثل لعبة توم جيرى بين الهدم والبناء، ما في بناء بيوت الآن مجرد خيمة، نعمل فقط على فك الخيمة ونعود لمنزلنا بمجرد انسحاب الجيش الإسرائيلي”.

وتضيف "أبو نادي": "أي مواطن فلسطيني في مدينة غزة نازح من مدينة لمدينة لأخرى أو موجود في نفس مدينته وانهدم بيته وخسر سيارته وشركاته ومؤسساته كل تصور الآن لديه رغم نزوحه لمدة أكثر من 10 شهور من منزله وأملاكه وشركاته هو أن الخيمة التي يتواجد بها في المكان الذي نزح إليه يحملها كما هي ويذهب بها لمكان بيته، هذه هي أكثر أمنياته أن يحمل خيمته وينصبها أمام ركام منزله المهدم أو بجانبه".

وتوضح فاطمة، أن تصورات بناء أو هدم المنزل المدمر صعبة، ولا يوجد أي تصور سوى العودة للمنزل ونصب خيمة أمامه، فهم لا يريدون ترك مدنهم.

وتقول: “حياة الفلسطينيين صارت ما بين فر وكر وحيث فك خيمة وحملها والذهاب بها من مكان لآخر، والتعامل مع الخيمة كأنها بيت بديل مقابل البيت الذي هدم، فأنا ابنة مدينة غزة لا أريد أن أظل في جنوب القطاع وابن شمال غزة لا يريد أن يظل في خان يونس وابن حي الزيتون لا يريد أن يظل في دير البلح ويظل تفكيره محصورا أن يعود لمنزله حتى لو حمل الخيمة على كتفه ونصبها أمام ركام منزله”.

وتتابع: سيناريو تصوراتنا بعد العودة ما في سوى أن كل أقصى همنا العودة لمنزلنا، حتى لو كانت ركام ثم نبحث ماذا نفعل لكن إعمار وبناء شيء صعب للغاية، لأن الركام الموجود في غزة يحتاج لسنوات طويلة للإزالة لن تكون مرحلة بناء الآن إلا بعد إزالة الركام".

الحرب على قطاع غزة

اندلعت الحرب عقب عملية "طوفان الأقصى" التي أطلقتها "حماس" في 7 أكتوبر الماضي، حيث قصف الجيش الإسرائيلي قطاع غزة ووسع غاراته على كل المحاور في القطاع، وتم قصف المدارس والمستشفيات والمساجد باستخدام مئات آلاف الأطنان من القنابل الكبيرة والمحرمة دوليا والأسلحة الفتاكة مسببة خسائر مادية تقدر بمليارات الدولارات كما تصاعدت وتيرة العنف في الضفة الغربية.

وأسفر القصف عن مقتل أكثر من 38 ألف مواطن فيما بلغ عدد الجرحى أكثر من 89 ألف جريح، إضافة إلى نحو 10 آلاف شخص في عداد المفقودين، في حصيلة غير نهائية وفق أحدث بيانات وزارة الصحة في غزة.

ونزح نحو مليوني شخص هربا من القصف العنيف، وبعد إنذار إسرائيلي بإخلاء شمال قطاع غزة.

وعلى الجانب الإسرائيلي قتل نحو 1140 شخصا بينهم أكثر من 600 من الضباط والجنود منهم 225 منذ بداية الهجوم البري في قطاع غزة، فيما بلغ عدد الجرحى أكثر من 6 آلاف جندي بالإضافة إلى نحو 240 أسيرا تحتجزهم "حماس"، تم الإفراج عن بعضهم خلال هدنة مؤقتة. 

هدنة مؤقتة

وتبنت الجمعية العامة للأمم المتحدة بغالبية أصوات 120 صوتا، الجمعة 27 أكتوبر، مشروع قرار عربي يدعو إلى هدنة إنسانية فورية ووقف القتال.

في الأول من ديسمبر الماضي، انتهت هدنة مؤقتة بين فصائل المقاومة الفلسطينية وإسرائيل، أنجزت بوساطة مصرية قطرية، واستمرت 7 أيام، جرى خلالها تبادل أسرى وإدخال مساعدات إنسانية للقطاع الذي يقطنه نحو 2.3 مليون فلسطيني.

وفور انتهاء الهدنة، استأنفت إسرائيل عملياتها العسكرية رغم الأزمة الإنسانية الحادة التي يعاني منها القطاع والمطالبات الدولية والأممية بزيادة وتسهيل دخول المساعدات الإغاثية.

وتواصل إسرائيل عملياتها العسكرية رغم الأزمة الإنسانية الحادة ورغم صدور قرار من مجلس الأمن الدولي يطالب بوقف فوري لإطلاق النار، وكذلك رغم مثولها للمرة الأولى أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب "إبادة جماعية".

ولا يزال الجيش الإسرائيلي مستمرا في قصفه مناطق مختلفة في القطاع منذ السابع من أكتوبر، مخلفا دمارا هائلا وخسائر بشرية كبيرة ومجاعة أودت بحياة العديد من الأطفال والمسنين، وفق بيانات فلسطينية وأممية.


 


قد يعجبك ايضا

ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية